مدخل إلى عالم الذكاء الإصطناعي

منذ خمسين سنة كان عدد من العلماء يحلم بالآلات الذكية ويطمح
لتحقيق هذا الحلم. وسريعاً ما انضم إلى هذا الفريق من الحالمين عدد من
الناس استهوتهم فكرة الرجل الآلي الذي يقوم بشؤون البيت ويُؤْمر فيطيع
دون تذمر. أو فكرة البيت الذكي التي تسمح بوضع كل أجزائه من مكيفات.
وإضاءاة. وكاميرات. وأبواب. وجدران. رهن الإشارة. أو ربما فكرة السيارة
التي تُنادى فتستجيب. وتجوب بنا الأرض دون أن نضطر لمعرفة القيادة أو
حتى معرفة الطريق. هذا دون أن ننسى فكرة السفر إلى القمر بلمح البصر
عبر مركبة ذكية تتولى مهمة الرحلة وأحلام كثيرة لا تقل أهمية ما سبق.

وبعد خمسين سنة لم يدخل الرجل الآلي البيت بعد. ومازال كثير من
نسائنا وقليل من رجالنا يعاني من شؤون البيت. ويتذمر. ومازالت
السيارات كما عهدناء ولا نبتغي منها سوى ألا تتوقف بنا في زحمة السيرء
ولا أن تكثر علينا بزيارة ورش التصليح. إضافة إلى كل هذا لازلنا على
سطح الأرض ولم ير أي منا مركبة فضاء إلا عبر قنوات التلفاز ومازال
القمر كما كان والسفر الميسر إليه بعيد المنال. مع كل ما سبق مازالت فكرة
الآلات الذكية حية والحلم في تحقيقها قائم. وبرز إلى الوجود مصطلح
“الذكاء الاصطناعي ” وأصبح موضوعاً لأغلى أفلام الخيال العلمي, ومن
أكثر ميادين البحث العلمي نشاطاً وتقدماً في جميع أنحاء العالم. وبعد
عقود من البحث في هذا المجال ومحاولات ملحة وتحدي لا يقبل التراجع
اتضح لنا أن كثيراً من الأحلام في هذا اللجال ليست مستحيلة بل في
المتناول. ولكنها تتطلب كثيراً من الدعم المادي وقليلاً من الواقعية وشيثاً من
الصبر. وفعلاً بدأت منذ سنوات تظهر أمامنا بعض التطبيقات في مجال
الذكاء الاصطناعي لتبرهن أن كثيراً من الأحلام القديمة التي لم تتحقق إلى
الآن قد تصبح واقعاً في المستقبل القريب.